أول مرة أصلي

مجموعة: ابدأ العمل

سرُّ الصلاة في ثلاث

سرُّ الصلاة في ثلاث: سرُّ الصلاة وروحها ولبُّها هو إقبالك على الله بكل ذرة من كيانك، وكما أنه لا يجوز لك أن تصرف وجهك عن القبلة إلى غيرها، فكذلك لا ينبغي لك أن تصرف قلبك عن ربِّك إلى غيره في الصلاة.

الصلاة صندوق مغلق لا يُفتح إلا بمفتاح الإقبال على الله والإعراض عن ما سواه، ولا يُعطي أسراره إلا لمن جعل همه واحدا ووجهته واحدة، والكوب الممتلئ لا يقبل المزيد إلا إذا فرَّغته مما فيه، وكذلك القلب لا تدخله معاني الصلاة إذا كان محشوا بهموم الدنيا وأعباء الرزق إلا أن تفارقه وقت الصلاة وعندها يدخل النور وينشرح الصدر.

فاجعل الكعبة قبلة وجهك وبدنك، ورب البيت قبلة روحك وقلبـك، وعلى حسب إقبالك على الله في صلاتك؛ يكون إقبال الله عليك، زيـادة ونقصانـًا، وإذا أعرضتَ أعرض الله عنك، وكما تديـن تُـدان.

ومن الإقبال على الله في الصلاة: إقبال العبد على قلبه ليحفظه من أمراض الشهوات والوساوس، والخواطر الدنيوية المُبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها. إقبالـه على الله بتعظيمه ومراقبته، فيعبده عبادة من يراه ويقف بين يديه. إقباله على معاني كلام الله وتدبره لأذكار الصلاة ليعطيها حقها من حضور القلب والخشوع. وباستكمال هذه المراتب الثلاثة يكون العبد قد أقام صلاته حقًا، واستحق أن يُنعم عليه بالدخول إلى ساحة اللذة الإيمانية وأرض المنح الربانية المسماة بالخشوع.

 
لافتة إعلانية
لافتة إعلانية
لافتة إعلانية

احصائيات الموقع

حاليا يتواجد 166 زوار  على الموقع