العظيم
(عظِّم أمر الله.. تكن عظيمًا)
العظيم: خلاف الصغير، عَظُم يَعظُم عِظمًا وعِظامَة: كَبُر.
ومعنى عَظَّم الأمر: كبَّره، ومعنى أعظمه واستعظمه: رآه عظيمًا.
والتعظيم: التبجيل، والعظمة: الكبرياء.
والتعظيم في النفس: هو الكبر والزهو والنخوة.
والعظمة والعظموت: الكِبر.
ويقال: عظيم لمن اتصف بالعظمة.. أي كبر واتسع وعلا شأنه وارتفع.
ويُقال: لفلان عظمة عند الناس أي حرمة يعظَّم من أجلها.
وفي الحديث:
«من تعظَّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان»().
١. عظيم في وجوده:
لا شيء قبله، ولا شيء بعده، فهو الحي الباقي على الدوام، فوجوده أزلي أبدي ذاتي، وإذا كان الفناء صفة الخلق، فإن البقاء صفة الخالق، والحداثة من صفات الخلق، لكن القِدَم من صفات الخالق.
وما بين وجودك ووجود الله بون شاسع! فشتان بين الوجودين، فوجود الإنسان يسبقه عدم وينتهي إلى عدم، فهو حادث فانٍ؛ ولذا قال الله لنبيه وأكرم خلقه: "إنك ميت وإنهم ميتون"، فمن يملك منا إذًا استمرار وجوده وعوامل بقائه؟!
إن وجود الإنسان في هذه الحياة متعلِّق بالأسباب، فلو مُنِعَت عنه لمات، فانقطاع الهواء أو الماء أو الطعام يؤدي إلى الموت، بل وتبرز هنا كذلك أهمية الناحية النفسية وليس البدنية فحسب، فلو حرمتَ زوجًا من زوجته لاختل توازنه، ولو حرمت والدًا من أولاده لشعر بالقلق والوحشة، فوجود الإنسان في هذه الحياة قائم على غيره، وبأسباب لا يملكها.
أما الله العظيم فلا يحتاج لأحد، حاشاه، ويحتاجه كلُّ أحد.
2- عظيمٌ في علمه:
" والله بكل شيء عليم "
إن علمنا محدودٌ بحدود ما نرى ونسمع، لكنَّ علم الله يشمل كل شيء.. ما ظهر وما خفي، وما برز وما استتر.
سبحانه.. علِم ما كان، وعلم ما سيكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، فأي عظمة تدانيه؟! وأي شريك أعظم منه تُواليه؟!
3- "عظيم في قدرته":
يصاب أحدنا بمرض عضال لا شفاء منه، فيتوجه إلى العظيم بالدعاء، ويُلقي بنفسه على أعتاب ربه، فتقع العجائب وتحدث الخوارق، ويتوقف نشاط الخلايا السرطانية، و ينحسر المرض؛ لأن "العظيم" أمر بهذا.
فسبحان من قهر عباده بالمرض، وقهَر المرض، وقهر بالجبابرة والطغاة عصاة خلقه، وقهر الجبابرة والطغاة بالموت، فلم يقبض ملَك الموت إلا من أذن الله له به.
٤- عظيم في سلطانه: سلطانه ممتد في كل مكان وأي زمان ومع سائر الخلق، وإن الإنسان ضعيفٌ مقهورٌ بسلطان الله "العظيم"، فكلُّ أجهزته بيد الله وحده، ولو أمرها الله أن تتوقف لمات في الحال، وحواسه بيد الله، فلو تعطَّلت لتحوَّل صخرة جامدة.
٥.عظيم في إنفاذ حكمه: "العظيم" فعَّال لما يريد، يقول للشيء كن فيكون، فكل شيء وقَع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع؛ ولو كره الله وقوعه وحدوثه (ولو شاء ربك ما فعلوه)، ولذا لا يليق للإنسان أن يكون عبدًا لغير الله.
وحين يحكم بالحياة أو الموت، أو النفع أو الضر، فليس للزمن اعتبار في أفعاله؛ لذلك لم يقل سبحانه: إن أجل الله سيأتي، بل قال {إن أجل الله لآتٍ ... } [العنكبوت: 5] على وجه التحقيق، فالله تعالى يحكم على المستقبل، وكأنه ماضٍ مُحقَّق؛ لأن "العظيم" لا يمنعه عن مراده مانع، ولا يحول دونه حائل.
5- عظيم في ذاته:
العظيم عظيم لأن العقول لا تصل إلى كنه صمديته، وتعجز الأبصار عن أن تدرك سرادقات عزته.
إن الله لا حدود لعظمته، فعظمته لا نهائية، فكل ما خطر ببالك.. فالله أعظم من ذلك.
العظيم: هو الذي ليس لعظمته بداية، وكل عظمة بشرية لها بداية.. فالطبيب العظيم لم يولد عظيمًا، والفنان العظيم والكاتب العظيم كذلك..
والله تعالى عظيم له كل وصف، ومعنى يوجب التعظيم فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له، ولا يحصي ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده.
◎▪▪▪▪▪ ومن عظمته: أن لا يستحق أحد من الخلق أن يُعظَّم كما يُعظَّم الله، فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظِّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته.
الواجب الأول: تعظيم الله
علامات تعظيم الله
-
تعظيم ما عظَّم الله من الزمان والمكان والأعمال والكلام:
فالزمان: عظَّم الله شهر رمضان، والعشر الأُوَل من ذي الحجة، وشهر الله المحرَّم، وعظَّم يوم الجمعة من أيام الأسبوع، وعظَّم ساعة السَّحَر من ساعات اليوم.
والمكان: عظَّم الله البيت الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وعظَّم قدر مكة والمدينة، وعظَّم قدر بيوت الله.
والأعمال: عظَّم الله قدر الصلاة (الصلاة خير موضوع)()، وفاوت بين الصلوات، فجعل أفضل الصلاة: صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، وأفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح، وجهد المُقِلِّ، وأفضل الصوم صوم داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم.
وعظَّم قدر الجهاد، وجعل أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
والكلام: عظَّم الله قَدر القرآن على سائر ألوان الذكر، وفضَّل الذكر على سائر الكلام، وجعل أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله، وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة.
-
الركوع بخضوع، والخضوع بعد الركوع:
والركوع علامة الخضوع للعظيم، وأوضح ما يكون الخضوع لله ظاهرًا عند الركوع، وقد كان الانحناء علامة خضوع العوام للملوك والعظماء، فلا يدخلون عليهم في مجالسهم إلا في هيئة الانحناء، ولا ينصرفون إلا وهم على نفس الحال: الانحناء.
وقد أمر النبي ^ باستعمال هذا الاسم في الركوع، وذلك في قوله ^: (... فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب- عز وجل- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم).
والكل في الصلاة خاضعٌ في الظاهر، لكنَّ كثيرين يتمرَّد على الله خالقه في الباطن.
قليلٌ من يظل على خضوعه للعظيم بعد فراغه من ركوعه، وانتقاله من محراب المسجد إلى محراب الحياة، فلا يكون خضوعه إلا بضع دقائق في المحراب، ثم يخضع لغير الله سائر يومه؛ مقدِّمًا غير الله عليه.
-
تعظيم أوامر الله
وعدم التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله ^ برأي أو اجتهاد (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].
وله علامات، منها ما قاله ابن القيم:
« فعلامة التعظيم للأوامر:
-
رعاية أوقاتها وحدودها.
-
والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها.
-
والحرص على تحينها في أوقاتها.
-
والمسارعة إليها عند وجوبها.
-
والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها، كمن يحزن على فوت الجماعة ويعلم أنه تقبلت منه صلاته منفردًا، فإنه قد فاته سبعة وعشرون ضعفًا.
ومن علامات تعظيم الأمر أن لا يربط طاعته لأمر الله بفهم الحكمة من الأمر، بل شعاره التسليم، فإن ظهرت له الحكمة حمله ذلك على مزيد الانقياد والبذل والتسليم.
عرف ربَّه العظيم من قدَّم أمره على أمر المخلوق، فلم يطع المخلوق في معصية الخالق.
ما عرف ربَّه العظيم من قدَّم أمر الخلق على أمر الخالق؛ خوفًا من بطشهم أو طمعًا في نفعهم.
-
تعظيم ما نهى الله عنه (تعظيم الحرُمات)
كالربا والزنا وشرب الخمر وسائر الكبائر والمحرمات، فاجتناب محارم الله تعالى دليل على تعظيم العظيم وتوقيره، ولتعظيم أوامر الله تعالى ومناهيه علامات: يشرح بعضها الإمام ابن القيم، فيقول:
«تعظيم الأمر والنهي ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه، وقال سبحانه وتعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارًا) [نوح: 13].
ولتعظيم ما نهى الله عنه علامات:
-
الحرص على التباعد من مظان المُحَرَّمات وأسبابها وما يدعو إليها، وهجر كل وسيلة تقرِّب منها، كمن يهرب من الأماكن التي تحوي الصور العارية خشية الافتتان بها.
-
أن يدع العبد ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، فيتورَّع عما لا يتورَّع عنه غيره.
-
مقاطعة وهجر من يجاهر بارتكاب المحارم ويستحسنها ويدعو إليها، فإن مخالطة مثل هذا مجلبة لسخط الله تعالى وغضبه، ولا يخالطه إلا من سقط تعظيم الله تعالى من قلبه.
-
أن لا يربط انتهاءه عما نهى الله عنه بفهم الحكمة من النهي مما قد يُضعِف انقياده وتسليمه، بل يستسلم لأمر الله وحكمه، سواء ظهرت له الحكمة منه أم لم تظهر، فإن ظهرت له الحكمة حمله ذلك على مزيد الاجتناب والتسليم.
-
أن يغضب إذا انتُهِكت محارم الله أكثر مما يغضب لنفسه، فحق الله عنده أعظم من حقه، وفي مختصر الشمائل المحمدية للترمذي في صفات النبي ^:
«... ولا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّيَ الْحَقُّ لم يَقُمْ لِغضبه شيْءٌ حتَّى ينتصِر له، ولا يغْضب لِنَفْسه، ولا ينتصر لها»().
وقال الإمام أحمد:« لو أن رجلًا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ- يعني المُسْكِر-، وأهل المدينة في السماع- يعني سماع المعازف- وأهل مكة في المتعة كان فاسقًا»().
عدم تعظيم الله من أسباب دخول النار
قال تعالى عن أهل النار:
(تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ)
هؤلاء قومٌ دخلوا النار حين سوَّوا بالله غيره.
والنتيجة أنهم في النار.
وما المطلوب منك حتى تدخل الجنة؟!
والجواب: أن يكون الله أكبر وأعظم في صدرك من كل شيء.
ووظيفة المجرمين ومهمة الشياطين في هذه الدنيا أن يوهِنوا تعظيم أمر الله في قلبك؛ حتى يكون لتعظيم الخلق الغلبة عليه!
فغرَض شياطين الإنس والجن: أن لا تعظِّم الله وتعظِّم الخلق، وأن يكون خوفك من الخلق أكبر من خوفك من الخالق، فإن أصابوا ذلك منك، فقد أصابوك في مقتل، ونالوا كلَّ مأرب!
* يخاف- إن قصَّر- من مديره في العمل، وأقصى ما يقوى عليه المدير أن يخصم جزءًا من راتبه أو يطرده من عمله، ولا يخاف عُشْر هذا الخوف من تقصيره في حق الله، وهو الذي يملك طرده من جنة عرضها السماوات والأرض ليلقي به في دركات النار!
* يحرص على رضا زوجته، ويتجنَّب ما يُغضِبها، ولو راعى حق الله كما راعى حق الزوجة لربح الجنة من زمن.
* يخاف بطش الظالمين، فلا يتعرَّض لأذاهم، ولا يجاهِر بمخالفتهم، لكنه يتعرَّض لعذاب الله ولا يخافه. قال سفيان الثوري يومًا لأصحابه: أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان، أكنتم تتكلمون بشيء؟! قالوا: لا. قال: «فإنَّ معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل»().
ثانيًا: تعظيم شعائر الله:
قال سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج: 32].
عرف ربه العظيم من عظَّم شعائر الله كالمصحف والنبي ^ وعظَّم أمر الصلاة.
ما عرف ربه العظيم من لم يعظِّم شعائر الله كالمصحف والنبي ^ ولم يُعظِّم أمر الصلاة.
ثالثًا: تعظيم كلام الله
عدم التقدم بين يدي كتاب الله، بحيث ينقاد العبد ويسلِّم له، ويحكِّمه في الصغير والكبير، ويتحاكم إليه، ويرضى بحكمه، وبذلك يكون العبد وقَّافًا على كتاب الله، فلا يصدر إلَّا عن أمره ونهيه.
عرف ربه العظيم من عظَّم كتابه، وكان وقَّافًا على كتاب الله، مُنَفِّذًا أمره ونهيه..
ما عرف ربه العظيم من هجر كتابه تلاوة وتدبرًا وعملًا، فكان أسمع لكلام البشر من رب البشر..
رابعًا: الخير العميم في ذكر اسم الله العظيم
معك خمس مفاجآت سارة وفرص ثواب عليك مارَّة:
«كلمات الفرَج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع، ورب العرش الكريم»().
«ألا أُعَلِّمك كلماتٍ إذا قلتَهن غَفَر الله لك، وإن كنتَ مغفورًا لك؟ قل:
لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحكيم الكريم، لا إله إلا الله، سبحان الله، رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين»().
«ما من مسلمٍ يعود مريضًا لم يحضر أجله، فيقول سبعَ مرات: أسأل الله العظيم، ربَّ العرشِ العظيم، أن يشفيَك إلَّا عوفي»().
«كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، وقال: إذا قال ذلك حُفِظَ منه سائر اليوم»().
وما أعظم وعده! وَعَدَك أن يوفِّر لك عصمة شاملة تغطّي سائر يومك، وذلك من جرَّاء محافظتك على هذا الذكر العظيم عند زيارة بيت (العظيم)، وهو كرمٌ ما بعده كرم، أن يكافئك مكافأة تستغرق اليوم كله على ذكرٍ لا يستغرق غير دقيقة واحدة مع حضور قلب!
«من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غُرِسَت له نخلة في الجنة»().
فهل لك أن تغرس الآن في الجنة عشر أو مائة نخلة أو أكثر بحسب يقينك بعظمة العظيم وقدر عطائه الجليل!
«من قال حين يُصبِح وحين يُمسي: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ قال مثل ذلك، وزاد عليه»().
عرف ربه العظيم من أكثر الذكر باسم الله العظيم كما ورد في المأثور مطلقًا ومقيَّدًا..
ما عرف ربه العظيم من نسي ذكره، وانشغل عن ذكر الله (العظيم) بالهَمِّ (الحقير).
◎▪▪▪▪▪ لماذا (العلي العظيم)؟
«ولله- عز وجل- صفة كمال من اسمه (العلي)، وصفة كمال من اسمه (العظيم)، وصفة كمال ثالثة من اجتماعهما، فقد حاز العلو بكل أنواعه، وجمع العظمة بكل صورها، فهو عظيم في علوه، عالٍ في عظمته سبحانه، ولعل تقديم اسم (العلي) على (العظيم) من تقديم السبب على المسبِّب؛ لأنه- عز وجل- عظم لعلوه على كل شيء».
◎▪▪▪▪▪ لماذا (العظيم الحليم)؟
(كان يدعو عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم) ().
فإياك أن تستعظم همًّا أن يزيله الله عنك بأهون الأسباب! ألم تلحظ أن اسم (العظيم) تكرَّر في دعاء الكرب مرتين!
ووجه الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين (العظيم والحليم) أن الله مع أنه العظيم الجبار، فإنه سبحانه الجليل الرحيم الرؤوف بعباده، والجمع بين هذين الاسمين الجليلين يدل على صفة كمال وجمال، فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عنهم، ويصفح ولم يكن حلمه سبحانه عن ضعف وعجز، بل عن عظمة وقدرة وقهر.
خامسًا: فادعوه بها مسألة وطلَبا
«أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم».
نسألك باسمك العظيم ..
أن تفرِّج عنا كل كرب عظيم لا يعظم عليك أن تكشفه..
نسألك باسمك العظيم ..
أن تغفر لنا كل ذنب عظيم لا يعظم عليك أن تغفره..
نسألك باسمك العظيم ..
أن تعصمنا من الافتضاح العظيم فى ذلك الملأ العظيم يوم العرض العظيم.
سادسًا: حاسب نفسك تعرف ربك:
-
هل تغضب لله.. لانتهاك محارمه كما تغضب لنفسك؟!
-
هل تعظِّم قدر الصلاة، فتحرص على تلبية النداء فور سماع الأذان؟!
-
عند الكرب.. هل تدعو باسم الله (العظيم) كما في دعاء الكرب؟!
-
هل تجتنب الشبهات، وتبتعد عن المكروهات، وتحذر من اتباع خطوات الشيطان؟!
-
هل تعظِّم أمر الله، فتكون وقَّافًا على كتاب الله، لا تصدر إلَّا عن أمره ونهيه؟!
-
هل تتبع في فتاواك رخص العلماء، أو تحرص على الجمع بينها؟!