البَرُّ
بِرَّ من حولك كما برَّك
البرُّ: العطوف على عباده، المحسن إليهم بمضاعفة الثواب، وبرُّه عامٌّ لجميع خلقه؛ فلم يبخل عليهم برزق، يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر، والبِرُّ في اللغة هو: الاتِّساع في الإحسان، والزيادة في فعل الخير.
أولًا: لِمَ جاء اسم (البِرُّ) من الجنة؟!
ذكَر أهل الجنة ربهم بهذا الاسم بعد أن رأوا نعيم الجنة، وانبهروا بما رأوه، فأثنوا على الله باسمه (البِر) ، قائلين:
}إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم{ (الطور: 28)
وجواب السؤال:
*لأن كل وعود (البرِّ) قد تحققت.
*لأن (البرَّ) استجاب دعاءهم في الدنيا فَوَقاهم عذاب السَّموم، وأدخلهم الجنة.
* لِمَا لقوا من عظيم الثواب في الجنة مما أدهش عقولهم، وكان أعظم بكثير مما بذلوه في الدنيا.
* ولأنهم رأوا إكرام (البرِّ) لهم رغم تقصيرهم.
}إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ{
هم الآن في الجنَّة، ويتحدَّثون عن ربِّهم:
﴿ نَدْعُوهُ ﴾
أي في الدنيا.
﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾
أي بَرٌ رحيمٌ بنا في الدنيا والآخرة.
والبَر أبلغ من البار.. نقول مثلًا علَّامةٌ وعالِم، والعلاَّمة أبلغ، والبَرُّ أبلغ من البارِّ، وإن كانا بمعنى واحد وهو المحسن، فنقول: فلان بارٌّ بوالديه، وأما إذا قلنا: فلان بَرٌّ أي تتالى بِرُّه، وتوالى إحسانه، وكثر عطاؤه، وكثر خيره وطاب.
والصدّيق لا يُسَمّى صِدّيقًا إلَّا لكثرة الصِّدق، والبَرُّ بِأُمِّه لا يُسَمَّى بَارًّا بزيارة واحدة في الشهر.
ومعنى الآية: أن (البَرَّ) لم يبخل علينا بشيء، فليس الحديث عنالخير من الله، بل عن كثرة الخير منه.
ثانيًا: معنى اسم الله البَرُّ
المعنى الأول: صاحب الإحسان بلا حدود
البر هو (خَالق البِرِّ.. العطوف على عباده المحسن إليهم) ().
(والبَرُّ ضِدُّ البحر، والْبَــرِّيــَّة:الصَّحراء، والجمْع: البَرارِيُّ)().
سُمِّيت كذلك لاتساعها، ويقال: أبرَّ الرجل إذا ركب البَرَّ.
وحين نقول: رجل البِر والإحسان، فهو الذي تواتر بِره ومعروفه، واشتُهِر به في البر والبحر.
واسأل نفسك:
كم مرة أنقذك ربك وقد أوشكت على الهلاك؟
كم مرة نصرك حين خذلك غيرك؟
أآيَسُ من بِرٍّ وَجودُك واصِلٌ ... إلى كلِّ مخلوق وأنت كريم
وأجزع من ذنبٍ وعفوك شامل ... لكلِّ الورى غوثًا وأنت رحيم
وأجهد في تدبير حالي جهالةً ... وأنت بتدبيرِ الأنام حكيم
وأشكو إلى نَعماك ذُلّي وحاجتي ... وأنت بِحالي يا عزيز عليم
عرف ربه البَرَّ مَن أكثر من دعائه، وألحَّ عليه طمعًا في ما لديه.
ما عرف ربَّه البَرَّ مَن لم يُكثِر الدعاء، ويتتابع منه الطلب.
المعنى الثاني: الصادق في وعده
فى لسان العرب:
«البَرُّ: الصادق»().
وقد تكرَّرت عبارة (إن وعد الله حق) في القرآن عشر مرات، فهو سبحانه لا يُخلف وعدًا من وعوده، حاشاه.
وفرْقٌ بين وعد الله ووعد الناس؛ لأنك قد تعد إنسانًا بخير، ثم تحول الأسباب بينك وبين إنفاذ وعدك، كأن تنسى أو تغيِّر رأيك، أو تضعف إمكاناتك، أو يزول الدافع الذي دفعك لهذا الوعد.
فأنت لا تملك إذًا عناصر الوفاء كلها، وأما وعد الحق سبحانه وتعالى فوعدٌ محقق؛ حيث لا توجد قوة تستطيع أن تحول بين الله ومراده، ولا شريك له سبحانه يراجعه في إنفاذ وعده، وسبحانه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فما دام الوعد وعدَ الله، فثِقْ أنه متحقِّق واقع.
ووعود الله إمَّا دنيوية بالرزق والعطاء والنصر، أو أخروية بالثواب والعقاب، ولا فارق عند الله بين وعد أخروي ودنيوي، فالمشكاة واحدة، والقدرة خارقة، ومحالٌ أن يُخلِف (البَرُّ) وعده، ومن صدَّقه في وعود الآخرة بالجنة والنار، فكيف يشكُّ في وعود الدنيا بنصر أوليائه ومحق أعدائه؟!
وهذا التصديق هو نبع اليقين، وإليك نماذج من هذه الوعود الإلهية كما وردت في الأحاديث النبوية:
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أن (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرِسَتْ له بها نخلة في الجنة)، ثم أراك تضيِّع الساعات الطوال من غير ذكر!
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أن (ما نَقَصَ مالُ عبدٍ مِنْ صَدَقة)، ثم تبخل بمالك عن غيرك، ولا تؤثره على نفسك.
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أنَّ (من ترك شيئًا لله، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه)، ثم لا أراك تترك ما تهوى؛ رجاء ما هو أعلى وأغلى!
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أن الله يتنزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل؛ ليستجيب لك، ويحقق مطالبك، وأنت لا تقوم من نوم ولا تفزَع إلى صلاة!
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أن كل يوم تصومه يباعدك عن النار سبعين خريفًا، ومع ذلك لا تصوم!
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أن (من صلى الفجر فهو في ذمة الله)، ثم تنام عنه ولا تصليه، وتتهاون فيه!
-
تريد أن تقنعني أنك مصدِّقٌ أنك إن وضعت يدك على موضع ألَـمِك، وقلت: بسم الله ثلاثًا، ثم قلت سبع مرات: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، فإنك ستُشفى، ويذهب ألمك الذي تجد، وتنجو من تفاقم مرضك الذي تحاذر، ثم بعد ذلك أسمعك تقول لي: سأجرِّب!
ويحك!
(البَرُّ) لا يُجرَّب معه، بل لا يُعامل إلا بيقين.
وهكذا يجب عليك أن تحفِّز نفسك، وتستنهِضها مع كل وعد من وعود ربنا (البَرِّ).
المعنى الثالث: الكريم الذي لا يَرُدُّ عبده
وهو الذي يَبَرُّ عبده بإجابة دعائه؛ ولذا ذكر أهل الجنة هذا العمل الجليل بينما يتنزهون في أرجاء الجنة: }إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{ الطور:28
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
كُنَّا عند رسول الله ^ ذات يوم، فقال: إنَّ مَثَلَ المؤمن كَمَثَل شجرةٍ، لا يَسْقُطُ لها أُنْمُلَة.. أَتدرون ما هي؟
قالوا: لا.
قال:
«هي النَّخلة لا تَسقُطُ لها أُنْمُلَةٌ، ولا يسْقُطُ لِمُؤْمن دعوة»().
يجيبك.. يلبي ما تريد.. بل حتى عدم الإجابة أو تأخيرها هو خيرٌ لك دون أن تشعر، فقد يكره العبدُ الفقرَ والضر والمرض، وهو خير له في الآخرة وأحمد عاقبة، وقد يحب الغنى والعافية والشهرة وهي شرٌّ له عند الله، وأسوأ عاقبة دنيا وآخرة.
ومن أحب محبوبًا لم ير منه إلَّا كل محبوب، فكيف لو كان هذا المحبوب هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين؟! فلعله جعل لك الفوائد في الشدائد، والمنح في المحن.
(البَرُّ) الذي يعطيك ويجيب دعوتك وإن أذنبت، فهو يعاملنا بالإحسان لا بالميزان، وبالفضل لا العدل.
قال ابن حجر:
«الإجابةَ تتنوَّع، فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور، وتارة يقع ولكن يتأخَّر لحكمةٍ، وتارة قد تقع الإجابةُ ولكن بغير عين المطلوب؛ حيث لا يكون في المطلوب مصلحةٌ ناجزةٌ، وفي الواقع مصلحةٌ ناجزةٌ أو أصلحُ منها»().
وقال رحمه الله:
«إنَّ كلَّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوَّع الإجابةُ، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعِوَض»().
ومن أحسن ما قيل في ذلك أنَّ الدعاءَ سببٌ لازمٌ لنيل المطلوب، ونيل المطلوب له شروط وموانع، فإذا حصلت شروطُه وانتفت موانعُه تحقَّق المطلوب وإلَّا فلا، فإنَّ الدعاءَ في نفسه نافعٌ مفيدٌ، لكنه يستدعي قوَّةَ هِمَّة الداعي وصحةَ عزيمته، وحسن قصدِه، وبُعدَه عن الأسباب التي تمنع من القبول.
قال ابن القيم:
«فإنَّه ـ أي الدعاءـ من أقوى الأسباب في دفعِ المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلَّف عنه أثرُه.
إمَّا لضعفٍ في نفسه بأن يكون دعاءً لا يُحبُّه اللهُ؛ لِمَا فيه من العدوان.
وإمَّا لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيَّتِه عليه وقت الدعاءِ، فيكون بمنزلةِ القَوسِ الرَّخوِ جدًّا، فإنَّ السهمَ يخرج منه خروجًا ضعيفًا.
وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلمِ، ورَيْنِ الذنوب على القلوب، واستيلاءِ الغفلةِ، والشهوةِ، واللَّهو، وغلبتِها عليها»().
سبعةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم
وهؤلاء سبعة أصناف لا تُردُّ لهم دعوة بالخصوص:
-
«ثلاثة لا يردُّ الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسِط»().
-
«ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر»().
-
«دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يُرَدُّ»().
المعنى الرابع: الذي يبرُّ عبادتك.. أي يتقبلُّها
وبَرَّ الله حجَّك أي تقبَّله، وحجٌّ مبرور أي مقبول، وأصله من البِرِّ، وهو اسم لجماع الخير، ومعنى أن يَبرَّك: أن يغمرك بِبِرِّه جزاء عبادتك.
واسمع هذا الحديث الرائع:
«إنَّ اللَّهَ لا يظلِمُ مؤمنًا حسَنَة، يُعطى بِها في الدُّنيا، ويُجزى بِها في الآخرةِ»().
والظلم محال في حق الله، فلا يبخس العبد شيئًا من جزائه، بل يثيب عبده على طاعته فوق ما يستحق، ولو عامله عليها كما يتعامل أهل الدنيا لما قبل منها شيئًا، ولردَّها عليه.
عرف ربه مَن رأى بِرَّ ربه به في الدنيا قبل الآخرة.
ما عرف ربه مَن لم يرَ ستر الله عليه في عبادته وإن كانت ناقصة معيبة، وبرَّه به في قبولها.
المعنى الخامس: ذو الإحسان المنهمر
في الصَّحيحين عن أبي هريرة عن النبي ^ قال:
«يدُ الله ملأَى لا تَغيضُها نَفَقَةٌ، سحَّاءُ اللَّيْلَ والنَّهَار، أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السَّماوات والأرض؟ فإنَّه لم يَغِضْ ما في يده»().
والسحُّ: الصبُّ، أي: دائم العطاء كانهمار الأمطار، والمعنى أن عطاء الله يجمع بين الكثرة والتتابع طوال الليل والنهار، فكيف تعرضك له؟! وما نصيبك من عطائه؟!
عطاءات الله مخزونة في خزائنه، ومفتاح هذه الخزائن: الدعاء، وما أجمل هذا الحديث الذي يحطِّم سقف طمعك في عطاء ربك؛ ليجعل منه طمعًا بلا سقف:
«إذا تمنى أحدكم فليُكثِر، فإنما يسأل ربه»().
ولذا أمرك إذا سألته أن تسأله الفردوس، فلتعظم منك الرغبة، وليَحْسن الظن، ولتوَسِّع المسألة، واسأل الله الكثير والقليل، بل حتى شسع النعل، فإنه إن لم ييسره لك لم يتيسر كما في الحديث، فأطِل الدعاء، ولا تختصِر أو تقتصِر، فإنَّ خزائنَ الجود لا يُنقِصُها شيءٌ، ولا يُفنيها عطاء مهما كثر أو عظم.
وما أجمل قول إبراهيم بن عبد الله بن سعد الغرناطي:
أتيناك بالفقر لَا بالغنى ... وأَنت الَّذي لم تزل محسنا
وعودّتَنا كل فضلٍ عسى ... تديم الَّذِي مِنْك عوَّدتَنا
45 دعوة في حديث واحد!
وإليك هذا الدعاء الذي علَّمنا إياه النبي ^ لنُكثِر به من دعاء ربنا (البَرِّ)، والذي حوى ما يزيد عن خمس وأربعين دعوة جامعة في حديث واحد:
«اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبِّتني، وثقِّل موازيني، وحقِّق إيماني، وارفع درجاتي، وتقبَّل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلا من الجنة.
اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوَّله، وآخره، وظاهره، وباطنه، والدرجات العلا من الجنة.. آمين.
اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما أعمل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر، والدرجات العلا من الجنة.. آمين.
اللهم إني أسألك أن ترفَع ذكري، وتضَع وِزْري، وتُصلِح أمري، وتُطهِّر قلبي، وتُحصِّن فرجي، وتنوِّر لي قلبي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلا من الجنة.. آمين.
اللهم إني أسألك أن تُباِرك لي في نفسي، وفي سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خَلْقي، وخُلُقي، وأهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، وتقبَّل حسَناتي، وأسألك الدرجات العُلا من الجنة، آمين»().
وقل لي بِربِّك:
هل هناك رغبة أو أمنية لم يشملها هذا الدعاء؟
فكيف لا تتعلَّمه لتدعو به ربك (البَرَّ)؟
المعنى السادس: الذي لا يقطع الإحسان بالعصيان
فإن (البرَّ) يكرم أهل المعصية، فكيف بأهل الطاعة؟!
إن الله لا يعاملنا معاملة المثل، ولو فعل لأهلكنا، ولكنه يعاملنا بفضله وكرمه. يقول ابن الجوزي:
(كان بعض الْأَغْنِيَاء كثير الشُّكْر، فطال عليه الأمد، فبطر وعصى، فما زالت نعْمَته ولا تغَيَّرت حالته، فقال: يا رب تبدلت طاعتي
ومَا تَغَيَّرت نعمتي!
فهتف به هاتف: يا هذا،
لأيام الْوِصَال عندنا حُرْمَة.. حفظناها وضيعتها) ().
وما أجمل قول عبد القويِّ بن يَخْلِف بن أبي بكر البُرقيِّ:
لك الْحَمْدُ ربِّي على كُلِّ حَالِ... فأنتَ جوادٌ كثيرُ النَّوال
وأَنْتَ الَّذِي لَمْ تَزَلْ مُحْسِنًا... لِكُلِّ مُسِيءٍ قبيحِ الفعالِ
وأنت الَّذي لم تزل سامِعًا... دعاءَ عبيدِك بِالابتهالِ
وأنتَ الغنيُّ القوِيُّ الوفيُّ... ومُنْزِلُ ماءِ السَّحابِ الثِّقالِ
سَتَرْتَ الذُّنوبَ وأحصيتَها... وَجُدْتَ بِعَفوك يا ذا الجلالِ
على المذنبين فما يرتجون... سوى فَضْلِكَ اللهُ عند السُّؤالِ
ومن كمال برِّ الله بالعاصي: ستره.
قال ابن القيم في حكمة وقوع الذنب:
«من حكمة الذنب: أن يعرف بِرَّه سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له، ولو شاء لفَضَحَه بين خلقه فَحَذروه، وهذا من كمال بِرِّه» ().
عرف ربه البَرَّ مَن رأى تتابع ستره على عصيانه، فاستحى من الله حق الحياء.
ما عرف ربه البرَّ مَن اغتر بستر الله له فتتابعت ذنوبه، وأوشكت أستار الله عليه أن تُهتَك فينفضح.
المعنى السابع: المصلِح المطهِّر
الأبرار: الأطهار، وهو كل من ليس في قلبه شبهة ولا شهوة، فلا يدخل الجنة إلا الأبرار بعد أن يطهِّر الله قلوبهم وصحائفهم بالابتلاءات، والكفارات، فإن لم يَكْفِ ذلك كله في تطهيرهم؛ دخل العبد النار ليُطهَّر من الآثام.
عن عبد الله بن أبي أوفى عن النبي ^ أنه كان يدعو:
«اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهِّرني بالبرد والثلج والماء البارد، اللهم طهِّرني من الذنوب، ونقِّني كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنَس» ().
إذا ابتلاك الله بشهوة.. بمعصية.. بنقطة ضعف، فمن الذي يملك أن ينقذك منها، ويطهِّر قلبك منها، ويستنقذك من براثنها!؟..إنه (البَرُّ)
ثالثًا: فادعوه بها مسألة وطلبًا
«اللهم مُنَّ علينا، وقِنا عذاب السموم، إنك أنت البَرُّ الرحيم».
«اللهم إني أدعُوك الله، وأدعُوك الرحمن، وأدعُوك البَر الرحِيم، وأدعُوك بأسمائِك الحُسنى كُلها ما عَلمت منها وما لم أعلم.. أن تغفرَ لي وترحمنِي».
يا بَرُّ..