ارتد ثياب العمل!!

قال فرقد: «إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل، ألم تروا إلى العامل إذا عمل كيف يلبس أدنى (أحقر) ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين نقيَّين، وأنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل».
إن العامل أو الميكانيكي يرتدي ملابس عمله التي تمتلئ بالزيت والبقع طوال الاسبوع ، ويداه ووجهه ملوثتان بالشحم، لكن في يوم أجازته لا تكاد نعرفه! فهو قمة النظافة والأناقة، وحين تسأله يقول: وقت الشغل شغل ووقت الراحة راحة. ولو حضر هذا العامل لورشته بملابسه الأنيقة وهيئته النظيفة، لقال صاحب الورشة له: ارجع، فارتد ثياب العمل، فليست هذه هيئة من يريد أن يعمل!! وفي هذا إشارة: بعضنا يريد أن يعيش في الدنيا -وهي دار العمل- وهو يرتدي ثياب الجنة –وهي دار الراحة-!! عليك في الدنيا شغل، شغلٌ للآخرة، فأدِّ ما عليك فيها حتى تستحق أجرك كاملا آخر مدة العقد، ولا يجب أن تستغرقك ساعات التعب وأيام اللهو، فتنشغل عن غايتك، وتكسل عن مهمتك، ، فقريبا كل ألم يزول، ويعقبه النعيم الذي لا يزول. أما من لبس ثياب الفراغ أثناء العمل، فلن يقبض في النهاية الأجر المتفق عليه، فالفارغ لا يقدِّم ما يستحق عليه أجرا، فقط العامل يرجو ذلك؛ خاصة إن عامَل أكرم الأكرمين. أنت عبدٌ لله، ولا يصح للعبد الأجير أن يلبس ثوب الراحة ما دام في زمن الاستئجار!!
 

اضف تعليقك

لافتة إعلانية
لافتة إعلانية
لافتة إعلانية

احصائيات الموقع

حاليا يتواجد 98 زوار  على الموقع