عن أبي هريرة [ت: 58] قال: قال رسول الله (ص):
"أسرف رجل على نفسه فلما حضر الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني ثم ذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر عليّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا، قال: ففعلوا به ذلك، فقال الله للأرض: أدي ما أخذت فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك أو مخافتك يا رب، فغفر له ذلك" 1.
ولكن ما علاقة الخوف في هذا الحديث باليقين؟
اعلم أخي أن الخوف لا يكون إلا بعد اليقين، فمرَدُّ الفضل كله إلى اليقين الذي يزرع الخوف في الأفئدة، وفي آخر طريق الخوف ينتظرك غفران الذنوب على شوق ولهفة، فمن ثمرات اليقين إذن غفران الذنوب أو حبوط الذنوب.
كما في لغة صاحب معاذ بن جبل [ت: 18] الذي جاءه رجل، فقال لمعاذ: أخبرني عن رجلين أحدهما مجتهد في العبادة كثير العمل قليل الذنوب إلا أنه ضعيف اليقين يعتريه الشك في أموره؟
فقال معاذ: ليحبطن شكه أعماله.
قال: فأخبرني عن رجل قليل العمل إلا أنه قوي اليقين وهو في ذلك كثير الذنوب، فسكت معاذ، فقال الرجل:
والله لئن أحبط شك الأول أعمال بره ليحبطن يقين هذا ذنوبه كلها. قال: فأخذ معاذ بيده وقام قائمًا، ثم قال: ما رأيت الذي هو أفقه من هذا 2.
([1])صحيح: رواه الشيخان وابن ماجة عن أبي هريرة كما في صحيح ابن ماجة رقم: 3451.
([2])قوت القلوب ص 275: 276 أبو طالب المكي. ط دار إحياء الكتب العربية.
|
اضف تعليقك