ليته قطفه

عن ابن عباس [ت: 68] في صلاة الكسوف قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئًا في مقامك ثم رأيناك تكعكعت، فقال (ص): «إني رأيت الجنة فتناولت عنقودًا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا» 1.

آه.. يا ليت رسول الله (ص) قطف هذا العنقود لتشاهده العيون فتزداد بذلك يقينًا، ولكن أنى له ذلك وهو غيب؟! ونحن ممتحنون بالإيمان بهذا الغيب، ولن يكون الغيب شهادة إلا عندما ندخل الجنة وتظهر نتيجة الامتحان.

أيقن الحجاج بن فرافصة [ت: 118] بفاكهة الجنة. رآه أصحابه واقفًا في سوق الفاكهة فقيل له: ما تصنع هنا؟!. قال: «أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة» 2.

مشيرًا إلى ما وصف الله – عز وجل- به فاكهة الجنة في كتابه الكريم فقال: "لَّا مَقۡطُوعَةٍ۬ وَلَا مَمۡنُوعَةٍ۬"[الواقعة: 33].

لا مقطوعة:فلا تنقطع زمانًا بانقطاع فواكه الشتاء في الصيف، وفواكه الصيف في الشتاء.

ولا ممنوعة:  فلا تمنع مكانًا ببعد مكان أو بعلو ثمن بل إذا اشتهاها العبد دنت منه ثم دنت حتى تبلغ فاه فيأكلها.

فإن حُرم العبد فاكهة الدنيا لضيق ذات اليد فإن له أن يُصَبِّر نفسه على طريقة سلمة بن دينار [ت: 140] فيمر على الفاكهة ويقول مُسلّمًا: «موعدك الجنة» 3.

يا إخوتاه:

قايسوا بين الدنيا والآخرة ... قايسوا الفناء بالخلود.. قارنوا التعب والعناء بالراحة والهناء، ثم اختاروا ما بدا لكم .. تعلَّموا من يونس بن عبيد [ت: 139] وقد شكا رجل إليه وجعًا يجده في بطنه فقال له يونس ناصحًا إياه:

«إن هذه دار لا توافقك فالتمس دارًا توافقك» 4.


([1])صحيح: رواه الشيخان عن ابن عباس كما في اللؤلؤ والمرجان رقم: 525.

([2])حلية الأولياء 3/108.

([3])حلية الأولياء 2/96.                                                      (2)المصدر نفسه 3/22.

 

اضف تعليقك

لافتة إعلانية
لافتة إعلانية
لافتة إعلانية

احصائيات الموقع

حاليا يتواجد 141 زوار  على الموقع