ما كل الأوقات سواء. ورمضان ليس كسائر الأشهر بل هو أميرها وسيِّدها.
جاء في الأثر: «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غَدُهُ شَرَّ يوْميه فهو ملعونٌ، ومن لم يتفقد الزيادة من نفسه فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموتُ خيرٌ له».
تفتيت الهدف: لو جربت أن تبتلع لقمة كبيرة من الطعام لغصَّ بها حلقك، وكذلك لو وضعت هدفا كبيرا أن تقرأ ألف صفحة في العام لوجدت ذلك صعبا
كان سلمة بن دينار يقول: «قد رضِيتُ مِنْ أحدِكم أن يُبْقِيَ على دينه كما يُبْقِي على نعليه».
تتسارع أحداث العالم من حولنا، وتضرب المادية والحضارة كل يوم ضربة جديدة في ناحية الإبداع والإبهار والأخذ بالقلوب والأبصار، وتنوعت ألوان المغريات والمتع الحسية والماديات، وتسابقت الشركات في جذب أنظار الناس، ومن وراء خطف أنظارهم أسْرِ قلوبهم.
صارت الشهوة عبئا كبيرا على أكثر الشباب اليوم، في ظل تعسر سبل الزواج، وغزو الصور المحرمة، وسهولة الوصول لها بما لم يكن متاحا قبل عشر سنوات مثلا، فصرنا نعيش اليوم في عالم يموج بالإباحية، وتجارة الإباحية تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات، وغزت بيوتنا، وأجهزتنا، وهواتفنا الذكية والغبية!
5. طارِد فراغك! الفراغ فيه سُمٌّ قاتل، خاصة عند استعار الشهوة، ولذا قال بعض السلف: «الفراغ للرجل غفلة وللنساء غلمة».
قال فرقد: «إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل، ألم تروا إلى العامل إذا عمل كيف يلبس أدنى (أحقر) ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين نقيَّين، وأنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل».
الثورة في أول معانيها انقلاب .. انقلاب على ماض مرير وحاضر مؤلم .... تُبدِّل حالا بحال .. وتقلب الأمور ظهرا لقلب .. تعيد الأمور إلى نصابها .. وتُرجِع الحق سيدا ليرتدَّ الباطل ذليلا خاسئا .. والثورة التي عصفت بالنظام الظالم تشبه في عشرة جوانب:
غيرَك مات وأنت لا زلت حيا تقرأ هذه الكلمات، ولو مت لعلمت كم تساوي ركعة واحدة لدى ميت من الأموات .. ولعاينت كيف يرى المعذبون في قبورهم لحظة واحدة من لحظات الحياة، فاحمد الله الذي أحياك، وانظر اليوم:
«لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك» ومعنى التلبية: إجابة نداء الله عز وجل على الفور مع كمال المحبة والانقياد دون أي تلكؤ أو تأخر.
هذه نوايا تنعش القلب وهو ساجد في الروضة الشريفة، فتحييه وتبث الروح فيه، وترفعه درجات فوق درجات، نحو معارج ليس لها سماء:
لذة الظالم أن يتخلى صاحب الحق عن دعوته .. تركة قديمة موروثه عن سلف خبيث: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾. لكن رحمة الله تأبى إلا أن تنال الصالحين من عباده، فتتسرَّب إلى قلوبهم نسمات
خالد مات!! كان معاوية رضي الله عنه يقول: إنا والله من زرع قد استحصد أي حان حصاده؛ ولما نُعِي له صاحباه عبد الله بن عامر والوليد بن عقبة وكان أحدهما أكبر منه والآخر دونه في العمر، أنشد قائلا:
الضربة الثلاثية!! لماذا تأخر هذا المقال؟ والجواب: حتى أوقد جمرة الغضب إن خمدت أو كادت تنطفئ، حتى إذا ما بردت المشاعر وزار النسيان القلوب جاء المدد بكلمات مشتعلة وحروف مضطرمة لتبقى شعلة العزم متقدة .. وعدة الثأر جاهزة.
حين رأى نفسه ميتا!! يقول الوالد الحبيب رحمه الله في مذكراته تحت عنوان «جئت من الدار الآخرة» : عاهدتُ الله أن لا أتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد مهما كانت الظروف إلا لعذر قاهر لا سيما صلاة الفجر. .. وبقيت على هذه الحال بضع سنين، وأعانني على ذلك أن كان بجوارنا رجل صالح هو الحاج سليمان محمد كان قد ابتنى مسجدا في الدور الأرضي من عمارته، ودعاني للإمامة فيه .. وكان يمر كل ليلة في الهزيع الأخير من الليل، وقبل الفجر بساعة أو بعض الساعة يترنم بصزته الندي، يوقظ الوسنان ويطرد الشيطان وهو يقول: لا إله إلا الله .. الملك الحق المبين .. محمد رسول الله .. الصادق الوعد الأمين .. الصلاة يا مؤمنون الصلاة .. الصلاة خير من النوم.
قال رسول اللهإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله. قيل : كيف يستعمله؟ قال : يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه. رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم عن أنس كما في صحيح الجامع رقم: 305 من الناس صنف كالهواء يملأ "الفراغ" من حولنا، و"ينتشر" بيننا موزِّعا نسماته وبركاته على كل من يمر به، سجية في النفس وطبعا لا تكلف فيه، وكما لا نستشعر أهمية الهواء حتى نفقده، وعندها يصيبنا الاختناق ونشعر بالألم، فكذلك هذا النوع الفريد من البشر نحس أن أرواحنا أصابها لون من ألوان الموت حين نفقده، فلا يعود هناك ما نستنشقه من عبير كلماته وعطر أفعاله، ولا أدري ما سبب عدم إحساسنا بقيمة هذا الجيل الذي يتوازن بهم الكون فلا يضطرب، ويرحم الله بهم عباده فلا ينزل بهم العذاب؟!
الحب إحساس لذيذ ومتعة غامرة ونشوة ما بعدها نشوة، هو روح الوجود وإكسير الحياة، ومن المحال أن يعيش إنسان دون أن يروي قلبه كل يوم من نبع الحب وإلا هلك.
هذه نفحات حياة أفاض الله بها عليَّ حين قرأت يوما حديث النبي (ص): «أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك»([1]). فوقفت فيه مع نفسي عدة وقفات، وخُضْتُ غِمار بحر معانيه، وتلمَّستُ أنوارَ النبوة تُشِعُّ من ألفاظه تنير لنا الواقع بروعة الوحي، فجاءت هذه الكلمات تحت هذا العنوان، ذلك أن العبادة حياءً أجدى من العبادة خوفا، وأكثر نفعا من التحرك تحت تأثير سوط العقوبة، ودافعية العمل في هذه الحالة أقوى وأدوم، وفي كلٍّ خير، ولا يضرك من أي باب دخلت ما دمت داخلا .. فاللهم افتح لنا أبواب فضلك، وأنر بصائرنا بأنوار فهمك، وأقبل بقلوبنا عليك واصرفها عمن سواك..